المؤلف: مرکز یارا
هناك بعض الإجراءات والتدابير التي من الممكن اتخاذها لتقديم الدعم في حال مشاهدة تعرض البعض للمضايقة على المنصات الرقمية. قد يبدو هذا التدخل مخيفًا في البداية وقد لا يكون لديك أي فكرة عن ماهية العمل الداعم المناسب. قد تخشين تفاقم الوضع وتفاقم العنف وأن يؤدي دعم إحداهن إلى العنف ضدك حيث أن هذا العنف قد يضر بك ويجعل من الصعب عليك الاستمرار في تواجدك على الإنترنت. يجب التفكير بهذه الاعتبارات المهمة قبل دعم ضحايا العنف عبر الإنترنت. يقدم هذا الدليل المساعدة للمضي قدمًا في الاتجاه الصحيح في حال اتخاذ القرار بالتدخل ودعم الضحية.
التعرف على العنف الرقمي والتمييز بين النقد والتحرش
إنه لمن الضروري التعرف على الفرق بين النقد والمضايقات عبر الإنترنت كخطوة أولية حيث إن الحق في الانتقاد هو أحد المكونات الأساسية لحرية التعبير في الأماكن العامة وعلى الإنترنت. لا يمكن إسكات النقد من خلال وصفه بأنه عنف أو تحرش جنسي وقائم على النوع الاجتماعي. ولا يمكننا من ناحية أخرى، إضفاء الشرعية وتبرير العنف والمضايقات عبر الإنترنت تحت ستار النقد. لذلك، إنه لمن الضروري تحديد تعريف وأنواع العنف عبر الإنترنت. يعتبر التعرف على التحرش الرقمي وتحديد أشكاله وعواقبه الخطوة الأولى في منعه ومعالجته. يُعرَّف التحرش عبر الإنترنت بأنه أي سلوك لفظي أو غير لفظي يحدث عبر الإنترنت ومن خلال الوسائل الرقمية وينتهك إحساس الفرد بالكرامة ويخلق بيئة معادية ومهينة. تحدث هذه الأنواع من العنف بأشكال مختلفة، بما في ذلك القرصنة والهجمات الإلكترونية وارسال وابل من الرسائل والتنمر عبر الإنترنت والخداع والتعقب عبر الإنترنت وما إلى ذلك. قد يكون للجناة دوافع شخصية / فردية أو اجتماعية / جماعية. وقد يتم تنظيم الهجمات عبر الإنترنت من قبل مجموعات مختلفة سواء كانت مجموعات مدعومة من الحكومة أو جهات فاعلة غير حكومية. يكون للعنف السيبراني في بعض الأحيان طبيعة جنسية / قائمة على النوع الاجتماعي ويستهدف النساء ومجتمع +LGBTQIA . تتضمن أمثلة العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت ما يلي:
●إرسال محتوى جنسي وغير لائق غير مرغوب فيه، مثل رسائل البريد الإلكتروني والرسائل والتعليقات التي تحتوي على طلبات جنسية وصور عارية وما إلى ذلك.
●الابتزاز الجنسي: التهديد بنشر صور ومعلومات خاصة لأغراض الابتزاز الجنسي أو العاطفي أو المالي أو السياسي أو غيره من أشكال الابتزاز.
●نشر مقاطع فيديو جنسية صريحة حقيقية ومزيفة (مزيفة تمامًا) ونشر الأكاذيب الجنسية وما إلى ذلك.
●التهديدات بالعنف: التهديدات بالعنف الجنسي والجسدي من خلال الرسائل ورسائل البريد الإلكتروني والتعليقات وما إلى ذلك.
●الكلام الذي يحض على الكراهية: استخدام لغة تمييزية على أساس العرق أو الجنس أو الدين أو التوجه الجنسي أو غيرها من الخصائص التي تحط من قدر الأفراد أو الجماعات أو تهينهم/ن أو توصمهم/ن.
●المطاردة عبر الإنترنت: المطاردة المستمرة للأفراد وتعذيبهم/ن من خلال الاتهامات الباطلة والتشهير وما إلى ذلك، على سبيل المثال، الاتهامات الجنسية والرسائل غير المرغوب فيها والطلبات المستمرة للحصول على خدمات جنسية من الأفراد، إلخ.
إعطاء الأولوية للأمن الرقمي والصحة العقلية الخاصة بك
لديك الحق في توخي الحذر قبل دعم الضحية وتقييم جميع العواقب حيث شهدنا في السنوات الأخيرة انتشار العنف في الفضاء الرقمي لدرجة أنه غالبا ما يتبع دعم الضحية التي تتعرض للمضايقات المنظمة تهديدات وهجمات عبر الإنترنت. لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار قبل دعم الضحية المستهدفة علنًا، أنه قد يتم توجيه سيلًا من الهجمات نحوك مما يؤثر على صحتك العقلية ويعرض أمنك الرقمي للخطر. يمكنك قراءة المزيد حول آليات الهجمات عبر الإنترنت وطرق حماية نفسك في نص “مواجهة حملات الهجوم وتشويه السمعة المنظمة عبر الإنترنت“. يجب تعزيز أمن صفحاتك على وسائل التواصل الاجتماعي قبل التدخل في مثل هذه الحالات، بالإضافة إلى الاستعداد لمواجهة الموقف. يجب الأخذ في الاعتبار وجود طرق عديدة أخرى لدعم ضحايا العنف عبر الإنترنت، والتدخل المباشر والعام ليس بالضرورة الطريقة الوحيدة للتعبير عن الدعم والتضامن، خاصة إذا كان لهذا الدعم دوافع شخصية مثل الصداقة والقرب من الضحية، وما إلى ذلك. إن التعلق بالضحية لا يكفي للتدخل حيث يجب النظر إلى مكافحة العنف عبر الإنترنت بما يتجاوز مجرد كونه مسألة فردية.
إظهار الدعم العام والتضامن
يمكنك التغريد أو نشر رسائل مؤيدة للضحية وإدانة السلوك العنيف مع عدم ذكر اسم المتحرش. من المهم التركيز على السلوك العنيف بدلاً من الجاني. يمكن لهذه الرسالة أن تلفت الانتباه إلى العنف الذي يحدث وتخلق شبكة تضامن مع التي يتم استهدافها. يمكنك أيضًا كتابة تعليقات داعمة أسفل منشوراتهن. هناك طريقة أخرى لإظهار الدعم وهي إعادة نشر المحتوى الذي أدى إلى الهجوم. يمكنك أيضًا الطلب من الآخرين/الأخريات دعم الضحية بشكل جماعي بطريقة منسقة. هذا النهج فعال للغاية في حالات العنف عبر الإنترنت ضد المدافعات عن حقوق الإنسان. تقول الصحافية السورية زينة إرحيم، إن التضامن النسوي بين الناشطات النسويات العربيات في مواجهة العنف الافتراضي كان فعالاً للغاية وجعل الناشطات النسويات أكثر قوة. يجب التخطيط والتنظيم الجماعي لمواجهة العنف عبر الإنترنت في الجماعات المدنية والنسوية ويجب التواصل مع منظمات ومجموعات الحقوق الرقمية وطلب دعم الضحية منهم.
الإبلاغ عن المتحرشين
يجب الإبلاغ عن المتحرشين بشكل فردي وجماعي لمنصات التواصل الاجتماعي والشركات ذات الصلة. تساعد هذه التقارير على أن تكون هذه المنصات حساسة وحذرة بشأن المستخدمين الذين يستخدمون التعليقات الجنسية والجندرية أو يشاركون المعلومات والصور الخاصة لمهاجمة الآخرين/الأخريات. قد يكون لبعض هؤلاء المستخدمين أحيانًا آراء سياسية تتماشى مع آرائك، لكن إعادة النشر وإعادة التغريد من هؤلاء المستخدمين تضفي في النهاية الشرعية على المضايقات والسلوك العنيف عبر الإنترنت. يجب عدم الدخول في مواجهة مباشرة مع المتحرشين وعدم اللجوء إلى اللغة الجنسية أو الإهانة أو التهديد لمحاربة المستخدمين العنيفين. يجب عدم القيام بإعادة إنتاج سلوكيات التخويف والعنف لمواجهة المتحرشين. على سبيل المثال، إذا كشف شخص ما عن علاقات شخصية لتشويه سمعة المعارضين/ات السياسيين/ات وتدميرهم/ن، فيجب عدم نشر معلومات خاصة قد تكون لديك عن الجاني للرد بالمثل. من المهم محاولة كسر دائرة العنف.
Twitter’s guide to blocking and muting
الاتصال بالضحية
يجب بالاتصال بالضحية مباشرة والتعبير عن التعاطف مع التحلي بالصبر والاستماع إلى الضحية ومنحها المصداقية لمشاعرها بالإضافة إلى تقديم الدعم العاطفي دون إصدار حكم مع التعبير عن شعورك بالاشمئزاز من العنف الذي يحدث وأن الضحية ليست وحدها في هذه التجربة. حتى إذا كان التعليق الذي أدى إلى العنف عبر الإنترنت إشكاليًا ومثيرًا للجدل من وجهة نظرك، يجب تذكير الضحية بأنك على دراية بالفرق بين النقد والعنف وأنه لا توجد فكرة أو رأي يستحق العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت. يجب السؤال عما إذا كانت الضحية بحاجة إلى مساعدة ودعم واضحين وعمليين، سواء في الإبلاغ عن المتحرشين أو توثيق العنف، والذي يمكن أن يكون محزنًا جدًا للضحية المستهدفة. لقراءة المزيد عن أهمية توثيق العنف على الإنترنت هنا.
تقديم الخدمات والموارد
يجب تقديم خدمات الدعم (المستشارون، أساليب الرعاية الذاتية، إلخ) ، والموارد العاطفية ومعرفة الأمن الرقمي لمساعدة الضحية على زيادة سلامتها وتجاوز هذه التجربة. يجب عدم ترك الضحية بمفردها إذا كانت لديك علاقة وثيقة معها، ويجب عرض المساعدة إن امكن للبقاء معها لفترة من الوقت. أما في حال تم الكشف عن عنوان الضحية أو مكان عملها علنًا في الفضاء الرقمي أو تم تهديدها، فقد لا تشعر بالأمان في مكان إقامتها وقد تحتاج إلى مكان آمن للإقامة مؤقتًا. يجب تقديم المشورة القانونية وعدم ترك الضحية وحدها في حال كانت تعيش في بلد يكون فيه الإجراء القانوني ممكنًا.