فيمينا: حق، سلام، شمولية

فيمينا: حق، سلام، شمولية
تدعم فیمینا المدافعات عن حقوق الإنسان ومنظماتهن والحركات النسوية في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا

معلومات الاتصال

مواجهة حملات الهجوم وتشويه السمعة المنظمة عبر الإنترنت

المؤلف: مرکز یارا

يعد العنف الافتراضي، خاصة في الهجمات الجماعية أو المنظمة، أحد أكثر التجارب المزعجة التي قد يمكن لأي شخص مواجهتها بسبب العلاقة بين الظهور على الإنترنت والنشاط. يمكن أن تؤدي هذه الهجمات إلى مخاطر أكثر خطورة بالإضافة إلى استهداف هوية الناس وسمعتهم، مثل التهديدات الجسدية والتهديدات للحياة في أماكن حقيقية. تعتمد النساء في الوقت نفسه على الشبكات الاجتماعية مثل Twitter للدعوة والمشاركة والتعبئة العامة والوصول إلى المعلومات والجمهور. لذلك فإنه من الضروري للمدافعات عن حقوق الإنسان الإصرار على الحق في الحماية من الإساءة والحق في حرية التعبير في الفضاءات الافتراضية ومحاسبة شركات مثل تويترعلى ذلك.

يعد التحدث عن الاعتداء الرقمي الجنسي والاعتراف بعواقبه الوخيمة على الصحة العقلية، فضلاً عن الدور الذي يلعبه في إسكات أصوات الناشطات، خطوة أولية حيث تتطلب معالجة الوضع الحالي حلولاً جماعية وتدابير إيجابية. ومع ذلك، توجد بعض الاستراتيجيات الموصى بها للتعامل مع التنمر عبر الإنترنت، أو على الأقل للحد من ضرره على المستوى الفردي. من المهم بنفس القدر مناقشة ونشر هذه الاستراتيجيات كجزء من الجهود المبذولة لجعل المساحات الافتراضية أكثر أمانًا للنساء والنوع الاجتماعي والأقليات الجنسية.

من يقوم بتنظيم هذه الهجمات؟

قد تتعرضين للهجوم في بعض الأحيان بسبب التعليق أو نشر تقرير أو الكتابة عن قضايا حساسة أو بسبب أي شيء آخر. يمكن تعريف بعض الهجمات الجماعية عبر الإنترنت على أنها هجمات اجتماعية – أي رد الفعل الهستيري للمجتمع والرأي العام تجاه الموضوعات المحظورة وتجاوز الخط الأحمر ومخالفة الأعراف التقليدية. على سبيل المثال، قد يستدعي الدفاع عن المثلية الجنسية ودعمها علنًا أو التحدث عن الجسد والنشاط الجنسي وما إلى ذلك هذه الاستجابة. يمكن للهجمات الأخرى أن تكون مرتبطة بأجواء سياسية مستقطبة تستهدف فصائل متعارضة حيث يتم تنظيم هذه الهجمات في بعض الأحيان، بحيث تستهدف حسابات محددة بها أعداد كبيرة من المتابعين شخصًا ما بسبب الموقف السياسي أو ببساطة بسبب خطأ تحليلي لدعم مجموعة سياسية معينة وما إلى ذلك. تتعلق فئة أخرى من الهجمات بالمؤسسات الحكومية والجيش السيبراني المرتبط بـ الحكومة وداعميها الأيديولوجيين الذين قد يستهدفون أي فرد أو منصب سياسي أو فصيل. هذه الطريقة في قمع المعارضين شائعة خاصة في البلدان غير الديمقراطية والديكتاتورية في المنطقة. لعرفة المزيد عن السياق، يمكنكم قراءة المقابلة مع Simindokht Kargar ، التي تتحدث بناءً على نتائج دراساتها عن آلية الهجمات الافتراضية المنظمة من قبل المستخدمين المرتبطين بالجمهورية الإسلامية.

ماذا يحدث عندما تصبحين هدفًا لحملات التشهير؟

أحيانًا قد تواجهين سيلًا من التعليقات البغيضة لمجرد التعبير عن رأيك حيث تقومين بتسجيل الدخول إلى Twitter وتجدين موجة ضدك من التغريدات حول المعلومات الكاذبة والاتهامات بالإضافة الى السخرية من مظهرك وجسدك وهويتك وما إلى ذلك. في البداية، قد يرتفع معدل ضربات قلبك بدون فهم ما يحدث بالضبط. ثم ستقومين بالتفكير في طرق التأقلم أو الرد: هل يجب علي الرد؟ هل يجب أن أصمت؟ كيف يجب أن أتصرف؟ ستشعرين بالغضب والرعب – وكل هذه المشاعر طبيعية. لكن يجب عليك تجنب ردود الفعل الفورية التي يسببها الغضب حيث لن يؤدي الجدال مع المهاجمين إلا إلى تصعيد الهجوم وزيادة سوء الوضع. حاولي التزام الهدوء والسيطرة على الموقف. ثم فكري في ردود الفعل والردود المحتملة.

تجاهل المتنمرين عبر الإنترنت وعدم الرد

يوصى بشدة بعدم الدخول في محادثة مع المتنمرين والمهاجمين المنسقين عبر الإنترنت. يفضل تجاهل السلوك المسيء وعدم الاستجابة مباشرة. يقترح Twitter أيضًا نفس الشيء بناءً على التجربة. غالبًا ما تؤدي الاستجابة إلى زيادة العنف والتحرش. إن المسيئون عبر الإنترنت يتطلعون إلى استدراج عدائيتك ضدهم ومن المرجح أن يزيدوا مقدار الإساءة عبر الإنترنت الموجهة إليك إذا استجبت لهم. يسعى المتحرشون إلى لفت انتباهك لذلك قومي بتخييب ظنهم. إذا كنت ترغبين في تجنب المواجهة مع المهاجمين أو المحتوى الذي يقدمونه ضدك، فقومي بحظرهم أو كتم صوتهم. يمكنك أيضا إيقاف خاصية الردود على Twitter وInstagram ومنصات أخرى أثناء الهجوم. إذا قمت بذلك على Twitter، فلن يتمكن سوى الأشخاص الذين تتابعيهم من الرد على تغريداتك.

Twitter’s guide to blocking and muting

Facebook’s guide to blocking

Instagram’s guide to blocking

لقراءة المزيد: know your trolls

إدارة ومراقبة آثارك الرقمية

عندما يتم استهدافك بهجوم جماعي منظم ومنسق، يضعك عدد كبير من الأشخاص تحت دائرة الضوء ويسعون للحصول على مزيد من المعلومات عنك. سيقومون بمراجعة كل تاريخ صفحات الوسائط الاجتماعية الخاصة بك والأنشطة الأخرى على منصات ومواقع مختلفة. لهذا السبب، يجب التحقق بعناية من المعلومات المتوفرة عنك وقومي بمراقبتها. يجب أن تكوني على دراية بالصور المتاحة لك على الإنترنت وقومي بالتفكير في كيفية استخدامها ضدك. إذا قمت بمشاركة منشورات أو تغريدات أو تعليقات أو معلومات شخصية أو صور تخشين أن يتم استخدامها ضدك أو تعرضك للخطر فقومي بإزالة هذه المنشورات أو تقييد الوصول إليها. إذا قمت بمشاركة عنوان منزلك أو صور أطفالك أو محتوى تعتقدين أنه قد يعرضك لتهديد خطير، فيجب القيام بإزالة هذه المعلومات. يجب التحقق من إعدادات الخصوصية لصفحاتك وتغييرها إذا لزم الأمر لزيادة خصوصية حساب المستخدم الخاص بك. يجب تعطيل تتبع الموقع لأي حسابات الوسائط الاجتماعية. قومي بجعل حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة تمامًا أثناء الهجمات في حال الشعور بضرورة ذلك.

قومي بزيادة أمانك الرقمي وتأمين حساباتك

قد يحاول المهاجمون عبر الإنترنت أيضًا الوصول إلى حساباتك ويفعلون ذلك للحصول على معلومات شخصية عنك وحجبك عن حساباتك ونشر محتوى من حساباتك الخاصة لإلحاق الأذى بك. قومي بتشغيل المصادقة الثنائية لجميع حساباتك، بما في ذلك البريد الإلكتروني وحسابات الوسائط الاجتماعية وأي حسابات قد تحتوي على بياناتك المالية. إن استخدام تطبيق مثل تطبيق Google Authenticator، ان كان ذلك ممكنا قد يكون أكثر أمانًا من استخدام الرسائل القصيرة. قومي باستخدام ادارة كلمات المرور لإنشاء كلمات مرور طويلة وفريدة من نوعها تزيد عن 16 حرفًا لجميع حساباتك على الإنترنت. قومي بمراقبة حساباتك وابحثي عن التنبيهات من مزودي الخدمة عبر الإنترنت بخصوص أي نشاط غير عادي.

توثيق الهجوم

قومي بتوثيق الإساءة وقومي بحفظ المحادثات مع اخذ لقطات شاشة لجميع الرسائل. حتى لو كان حذفها في بعض الأحيان مريحا فإن توثيقها مهم جدا. قومي بأخذ لقطات شاشة لجميع التهديدات والإهانات والاتهامات والسلوك المضايق. قومي بتسجيل وقت وسياق المحتوى العنيف بعناية. وقومي بإنشاء نظامًا لتوثيق الإساءة خاصةً أي شيء تشعرين أنه يمثل تهديدًا ويمكن أن يؤدي إلى اعتداء جسدي. قومي أيضًا بتوثيق الحسابات التي تتصيدك بانتظام. إذا أبلغت إحدى شركات التواصل الاجتماعي عن إساءة، فلا تنسين توثيق عملية الإبلاغ. يعد هذا ضروريًا للمتابعة المستقبلية سواء من خلال آليات الدعم الخاصة بـ Meta أو Twitter ، أو في سياق البحث عن إجراءات قانونية. بالإضافة إلى ذلك، إذا كنت تنوين الإبلاغ عن حالتك للمنظمات التي تدعم الحقوق الرقمية بهدف طلب الدعم والمساعدة، فإنك بحاجة إلى هذه المستندات. قومي بطلب المساعدة من شخص آخر إذا كانت قراءة ومراجعة هذه الهجمات مزعجة للغاية بالنسبة لك أو قد تعرض صحتك العقلية للخطر. قومي بإعداد تنبيهات Google لاسمك بما في ذلك أي أخطاء إملائية شائعة لاسمك حيث سيتم تنبيهك في حال تم ذكر اسمك على الإنترنت.

التبليغ عن الهجوم

لكل منصة سياسات مختلفة حول الإبلاغ عن المضايقات عبر الإنترنت والأدوات المتاحة لحماية المستخدمين من العنف الإلكتروني. إحدى هذه الأدوات هي خيار إبلاغ الشركة عن المستخدم العنيف، لا سيما في حالات المضايقات المتكررة والمستهدفة والتهديدات بالكشف عن المعلومات والصور الشخصية. من المحتمل أن يقوم المسؤولون بإزالة المحتوى فقط إذا كان ينتهك إرشادات المجتمع أو المعايير الخاصة بهم. يجب التأكد من أنك على دراية بإرشاداتهم وما سيقومون بإزالته او عدم ازالته قبل الإبلاغ عن التحرش إلى المنصة. قومي بالإبلاغ عن المستخدمين العنيفين لشركات التواصل الاجتماعي ليس فقط عند كونك الهدف ولكن أيضًا عندما تشهدين تعرض الاخريات للتنمر والمضايقة عبر الإنترنت.

إجراءات قانونية

قد تشعرين بضرورة اتخاذ إجراء قانوني في بعض الحالات الشديدة من الهجمات والتهديدات والتخويف عبر الإنترنت، على سبيل المثال، عند تلقي تهديدات بالقتل أو الاغتصاب بالإشارة إلى عنوان منزلك أو عملك. تفتقر العديد من الولايات القضائية في جميع أنحاء العالم إلى قوانين شاملة أو كافية لحماية المرأة من العنف الرقمي، أو يتم تطبيق القوانين الحالية بشكل غير فعال. ولكن إذا كنت تخشين العواقب الوخيمة وقررت اتخاذ إجراء قانوني، فيجب التأكد من أخذ لقطات شاشة وتوثيق السلوك المسيء وجميع التهديدات. يجب كتابة كل التفاصيل المتعلقة بسياق ووقت الحادث. ويجب بتوثيق كل الحالات التي أظهر المستخدم العنيف فيها مثل هذه السلوكيات في منصات أخرى أو تسبب في إلحاق الأذى بالأخريات في الماضي. يجب أيضا التواصل مع محامي واستشارته قبل اتخاذ قرار بالمطالبة بإجراءات قانونية.

البحث عن التضامن والدعم

بالإضافة إلى التحدث إلى أفراد الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل وما إلى ذلك، يجب المحاولة على إنشاء مجموعات دعم أو الاتصال بمجموعات الدعم الموجودة وكذلك المجموعات النسوية. يجب القيام بإصدار بيان عام للتضامن، مع التركيز على إدانة السلوك وليس المسيئين وذلك لتعريف الآخرين والاخريات عن حالتك. إن هذا سيساعدك على تكوين شبكة تضامن ودعم. يجب ايضا الاتصال بالمنظمات التي تركز على الحقوق الرقمية مثل Access Now و Frontline Defenders حيث يمكنك طلب المساعدة. إذا كنت صحفية وكانت الهجمات مرتبطة بتقاريرك وأعمالك الإخبارية، تستطيعين الطلب من زملائك ومحرري الصحف الإدلاء ببيان لدعمك. قالت زينة إرحيم، الصحفية السورية والناشطة في مجال حقوق المرأة، في مقابلة نُشرت على موقع يارا إن التضامن والدعم النسوي هو أهم أداة لدينا لمقاومة هذه الهجمات على الإنترنت.

الرعاية الذاتية والصحة العقلية

تشير نتائج الأبحاث إلى أن الهجمات عبر الإنترنت قد يكون لها عواقب نفسية وخيمة طويلة المدى. يجب أخذ هذه الهجمات على محمل الجد ولا سيما الهجمات المتكررة المستمرة. أفادت بعض ضحايا العنف الرقمي أنهن عانين من القلق والخوف من الاعتداء الجسدي واضطرابات النوم والأكل وغيرها من القضايا المتعلقة بالصحة العقلية والصحة البدنية. يجب التحدث مع من تثقين بهم أو طلب دعم الخبراء واستشارتهم. أثبتت الرعاية الذاتية أنها طريقة فعالة للتعامل مع الأذى النفسي. تساعد تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفس العميق والتأمل واليوغا على تقليل التوتر والقلق. تستطيعين البحث عن التقنيات التي تناسبك بشكل أفضل حيث يمكنك جعلها جزءًا منتظمًا من روتينك لتحسين نومك وعافيتك بشكل عام. وقومي باخذ وقتًا بعيدًا عن مساحة الإنترنت واعتني بنفسك.