فيمينا: حق، سلام، شمولية

فيمينا: حق، سلام، شمولية
تدعم فیمینا المدافعات عن حقوق الإنسان ومنظماتهن والحركات النسوية في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا

معلومات الاتصال

لماذا تعتبر الرعاية الذاتية والرفاهية الجماعية أمران حاسمان للفوز بالتغيير

منبع: Mobilisation Lab

المصدر: مرکز یارا

 

كيف يهتم/تهتم الناشطون/ات المتفانون/ات والمشغولون/ات بأنفسهم/ن وبالآخرين/الأخريات حتى نمتلك الطاقة والمرونة للبقاء في هذا العمل والفوز؟ وما الذي يمكن للمنظمات أن تفعله بشكل أفضل؟

إن الحملات والتغيير الاجتماعي عمل شاق. إننا نعرض أنفسنا للخطر وقد تبدو التحديات مستعصية على الحل. تتغير السياسة والتكنولوجيا بسرعة. تكافح المنظمات والحملات من أجل المواكبة والفوز، وفي الوقت نفسه تطالب بالمزيد من شعوبها. يواجه/تواجه النشطاءالناشطات مشاكل صحية والإرهاق والتعب والتوتر.

استضاف MobLab Live في 31 مايو 2018 محادثة مع Ledys Sanjuan [صندوق فريدا لتمويل النسويات الشابات]، والبروفيسورة هافا جوردون [جامعة دنفر]، وسوزان كومفورت [Comfort Consulting] وناشطين/ات في جميع أنحاء العالم لتبادل الخبرات وطرح أسئلة حول تمركز الذات – الرعاية والرفاهية الجماعية في النشاط.

ركزت ضيفات MobLab Live على كيفية فهم المنظمات والحركات والناشطين/ات لقيمة الرعاية الذاتية وتنفيذ السياسات والممارسات والثقافات التي تركز على الرفاهية الجماعية وتنمي المرونة.


الدروس والتعلم

●الرعاية الذاتية والرعاية الجماعية هي أفعال سياسية.

لا يتم دراسة أو تمويل أو مناقشة الرعاية الذاتية. تحدث/ت ضيوفنا/ضيفاتنا عن حاجة المنظمات غير الحكومية والقادة/القائدات إلى تكريس التمويل والبحث والوقت لتغيير الثقافات الداخلية وتقديم الدعم. يجب على الباحثين/ات والأكاديميين/ات والقادة/القائدات أن ينظروا/ينظرن إلى الرعاية الذاتية على أنها عمل سياسي. نظرًا لأن الحركات والمنظمات تهتم بشعوبها، فسوف نبني فرقًا أكثر خبرة قادرة على عمل أكبر وأكثر إبداعًا.

●الرعاية الذاتية والرعاية الجماعية أمران حيويان لأعمال التغيير الاجتماعي.

إن الرعاية الذاتية فرصة للحركات والمنظمات لتشكيل العالم الذي نكافح من أجله. نحن بحاجة إلى اعتناق هذه الرعاية باعتبارها جزءًا أساسيًا واستراتيجيًا من العمل الذي نقوم به. يتسبب وصول النشطاء/الناشطات للانهاك والاحتراق إلى ترك نشاطهم/ن، مما يتسبب في ضرر حقيقي للأشخاص – يؤثر بشكل غير متناسب على النشطاء/الناشطات المتأثرين/ات بالقضايا التي يعملون/يعملن عليها والمجموعات المهمشة – كما أنه يتسبب في انتكاسة المنظمات. يستهلك التوظيف والاحتفاظ بالموظفين/ات من موارد المنظمات غير الحكومية. يدعم منع الإرهاق استدامة الحركة ويبني القوة التي نحتاجها للفوز.

●ليست الرعاية الذاتية مهمة منفصلة. إنها الطريقة التي نؤدي بها عملنا.

غالبًا ما تقلل الحملات والمنظمات (والأشخاص الموجودون فيها) من الرعاية الذاتية لأن العمل يبدو عاجلاً وضروريًا. كثيرًا ما نتغاضى عن القوس الطويل لانتكاسات الحركة ومكاسبها. إننا نغفل عن صحتنا وما يقوم به العمل لمن حولنا في السعي وراء التغيير الفوري والعاجل. تقترح البروفيسورة جوردون أن المنظمات تدرس التاريخ السياسي والحركي لبناء المرونة والقوة الجماعية. بعبارة أخرى، مركز الرعاية الذاتية منذ بداية أي حملة أو حركة.

●خلق فهم مشترك للرعاية.

يجب أن توفر المنظمات مساحة للأشخاص لتبادل الخبرات والأفكار حول الرعاية الذاتية والجماعية. يجب التحدث مع الأشخاص حول ما ينجح وما الذي لا يعمل بشكل جيد وكيفية معالجة المخاوف. إن خلق ثقافة الرعاية والنمذجة يتيح للناس أن يضعوا/ن في اعتبارهم/ن الرفاهية الجماعية ورفاهيتهم/ن.

●استخدم عدسة شاملة لبناء ثقافة رعاية مستدامة.

تحدثت سوزان كومفورت عن بناء ثقافة صحة الفريق من خلال دمج استراتيجيات الرعاية الذاتية الجسدية والعقلية. يمكن للفريق استخدام جميع أنواع الاستراتيجيات لبناء الرفاهية الجماعية: لى سبيل المثال أن يكون للفريق ساعات عمل مرنة وامكانية العمل من المنزل وتذوق العصائر والساعات السعيدة.

شاركت ليديز سانجوان نهج بيان السعادة الخاص بصندوق فريدا لتمويل النسويات الشابات. ينظر بيان السعادة إلى الرعاية من ثلاث وجهات نظر: الفرد (ممارسات وسلوكيات العمل)، والتنظيمية (البروتوكولات والسياسات) والرعاية البيئية / المجتمعية (مجتمعنا وكوكبنا). تحدثت البروفيسورة جوردون عن كيفية معالجة عدم المساواة الهيكلية مثل العمر والعرق والجنس للمساعدة في بناء ثقافات الرعاية. تزيل الثقافة الشاملة عبء الرعاية الذاتية عن الفئات الأكثر تأثراً وتهميشاً والتي غالباً ما تضطر إلى تحمل عبء تعليم الآخرين/الأخريات وضمان بيئة عمل صحية تشملهم/ن.

●يمكن للسعادة والنشاط أن يتعايشا معا في نفس الوقت.

يمكن أن تصبح الرعاية الذاتية أكثر قابلية للتحقيق عندما نكون مرتبطين/ات بقوة بإحساسنا بالهدف ورؤيتنا كناشطين/ات وقدرتنا على تحقيق مهمتنا وإذا فعلنا ما يجلب لنا السعادة.

غالبًا ما نجد أنفسنا كنشطاء وناشطات نشعر بالذنب لرغبتنا في الانغماس في ملذات صغيرة. إن إعطاء الأولوية للمتعة بنفس الطريقة التي نعطي بها الأولوية للعمل المدني والتنظيم الشعبي يساعدنا في الدفاع عن حقنا في الوجود في العالم وخدمة مجتمعنا. شاركت المتحدثات في أهمية دمج المرح واللعب والترفيه والتعليم في عملنا. هذه كلها أعمال رعاية ذاتية تربط بين الحياة وأماكن العمل والحركات الأكبر.

●البحث عن علامات الإنهاك في نفسك وفريقك.

قد تشمل علامات الإرهاق العمل المعتاد في وقت متأخر من الليل، وعدم تسليم المهام في المواعيد النهائية بشكل منتظم مع ندرة حصول ذلك من قبل، وفقدان الاهتمام بالتفاصيل، وفقدان الحماس للعمل والتغيب عن العمل.

●يمكن أن يساعد التحالف والتعاون في منع الإرهاق.

يسلط بحث البروفيسورة جوردون الضوء على غياب التحالفات في المنظمات والحركات التي يقودها الشباب والتي تساهم في الإرهاق. من المهم النظر في كيفية الاستفادة من التحالفات في خدمة العمل الأوسع. يمكن أن تساعد هياكل العمل المترابطة والتعاونية داخل المنظمات والفرق، على مشاركة كل من السلطة والمسؤولية بين الفرق مما يساعد على تجنب الإرهاق.

●البدء بشكل صغير وبناء الرعاية الذاتية والرعاية الجماعية في حياتك السياسية.

يمكن للأفراد أو المنظمات أو الحركات الالتزام بالإجراءات اليومية للرعاية الذاتية. يمكن أن يكون الأمر بسيطًا مثل أخذ فترات راحة مفيدة وتجديدية من العمل، أو تنفيذ ورش عمل لعرض مواهب الفريق، أو منح ساعات غداء أطول. انطلاقا من هنا، يجب بناء خطة أكثر شمولية ومصممة واستدامة لنفسك ولفريقك. نظرًا لأنهم/ن يحددون/يحددن النغمة ويعملون/يعملن كنماذج يحتذى بها للسلوك بطريقة لا تستطيع السياسات الرسمية القيام بها، فإن قادة/قائدات الفريق أساسيون/ات لتطوير ثقافة الرعاية والحفاظ عليها.