فيمينا: حق، سلام، شمولية

فيمينا: حق، سلام، شمولية
تدعم فیمینا المدافعات عن حقوق الإنسان ومنظماتهن والحركات النسوية في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا

معلومات الاتصال

يجب على الجامعات الأمريكية احترام حقوق الطلاب في حريّة التعبير والتجمُّع

إننا في فيمينا متضامنات مع الحركة الاحتجاجية الداعمة للسلام وحقوق الفلسطينيين/ات والتي تحدث في أكثر من ٤٠ حرم جامعي في جميع أنحاء الولايات المتحدة. منذ بدايتها في جامعة كولومبيا، انتشرت الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، واتخذت شكل مخيمات تحاكي المخيمات التي استخدمها طلاب جامعة كولومبيا. وقد تبنت العديد من الكليات الأوروبية هذه الاستراتيجية. يطالب المتظاهرون/ات بوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإنهاء المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، وسحب استثمارات الجامعات من الموردين والشركات المتورطة في تسليح إسرائيل. ويشارك في الاحتجاجات طلاب/طالبات وأعضاء/عضوات من هيئة التدريس من خلفيات متنوعة بما في ذلك مسلمون ويهود.

رداً على ذلك، تقوم إدارات الجامعات بقمع حرية التعبير لأعضاء/عضوات هيئة التدريس والطلاب/الطالبات بطريقة قمعية مقلقة. وقد دعت الجامعات جهات إنفاذ القانون وحتى الحرس الوطني إلى قمع الاحتجاجات، ونفذت قوات الشرطة عددًا مثيرًا للقلق من الاعتقالات في الجامعات. تم اتهام العديد من المتظاهرين/ات بزعزعة السلام والتعدي على ممتلكات الغير. كما قامت الجامعات بتعليق الطلاب/الطالبات المشاركين/ات في الاحتجاجات.

وقد عمل مسؤولون من الجامعات والمسؤولون الحكوميون المنتخبون في الوقت نفسه على تقويض الحركة وأهدافها من خلال نشر معلومات مضللة وتوجيه اتهامات لا أساس لها بأن المتظاهرين/ات يقومون/يقمن بالتحريض على العنف ومعاداة السامية.  هذا على الرغم من أن العديد من الطلاب/الطالبات المحتجين/ات والمعتقلين/ات هم/ن من اليهود الذين/اللواتي يشاركون/يشاركن بنشاط في مجموعات طلابية يهودية.

الصوت اليهودي من أجل السلام وطلاب من أجل العدالة في فلسطين هما من المجموعات التنظيمية الرئيسية؛ حيث دعوا إلى السلام ووقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل عادل للفلسطينيين/ات باستمرار. تشيد فيمينا بهذا الصدد بقيادة ومنظمي الاحتجاج لإدانتهم العنف ضد المتظاهرين المضادين المؤيدين لإسرائيل وعلى رفضهم التحريض ضد السامية. كما تحثهم فيمينا على تصور رؤية مستقبلية لفلسطين تقوم على المساواة والحرية والكرامة للجميع. 

إن رد الفعل العنيف ضد الطلاب/الطالبات وأعضاء/عضوات هيئة التدريس الذين/اللواتي يقومون/يقمن بالاحتجاج على الجرائم الدولية التي تحدث في غزة يحدث في الوقت الذي قتلت فيه إسرائيل أكثر من ٣٤٠٠٠ فلسطيني/ة، معظمهم من النساء والأطفال. ويشير الطلاب إلى أن إسرائيل دمرت جميع الجامعات في غزة، وقامت باستهداف المناطق السكنية والمستشفيات والمدارس وغيرها من البنية التحتية البشرية الحيوية – مما جعل جزءًا كبيرًا من القطاع غير صالح للسكن.

ويتعرض سكان غزة لخطر المجاعة، حيث يعاني سكانها البالغ عددهم ٢.٢ مليون نسمة من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي. تعد الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل على الإطلاق، حيث تمثل ٦٩٪ من واردات إسرائيل من الأسلحة التقليدية الرئيسية في الأعوام ٢٠١٩-٢٠٢٣. تزود الولايات المتحدة إسرائيل سنويا بمبلغ ٣.٨ مليار دولار من المساعدات العسكرية – مما يساعد على تعزيز واحدة من أكثر الجيوش تطورا من الناحية التكنولوجية في العالم. ومن المهم أن نلاحظ الدور الحاسم الذي تلعبه الجامعات الأمريكية في البحث وتطوير التكنولوجيا العسكرية التي يتم توفيرها لإسرائيل.

ومن المهم أن نتذكر أن العمل المباشر والعصيان المدني يلعبان دورًا حاسمًا في ممارسة الضغط على الحكومات وتغيير الوضع الراهن. في الماضي، أدت العديد من المظاهرات التي قادها/قادتها الطلاب/الطالبات إلى إحداث تغيير سياسي واجتماعي داخل الولايات المتحدة وخارجها. إننا ندعم حرية التعبير للمتظاهرين/ات وحقهم/ن في التظاهر، ونشيد بشجاعتهم/ن في التضحية بأهدافهم/ن الشخصية باسم العدالة والإنجاز الجماعي.

إن قرار إدارة الجامعة باستدعاء الشرطة وقمع العمل السياسي الهادف إلى وقف الدمار الذي لحق بالشعب الفلسطيني يقلقنا. إننا نحث الجامعات على مراجعة سياساتها فيما يتعلق بالتعليم وأهمية حرية التعبير والحوار كمسارات للتعلم والنمو. وبدلاً من قمع الاحتجاجات، فإننا نحثهم على تقييم الجرائم التي تحدث في غزة، وخاصة جريمة تدمير الجامعات والمدارس, حيث لا توجد أي جامعة قائمة في غزة نتيجة للهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة.

تؤكد فيمينا  تضامنها مع الاحتجاجات الجامعية التي تجري في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعالم، وتحث المؤسسات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية الأكبر على التكاتف معًا والمساعدة في تنمية حركة فعالة يمكنها إحداث تحول ملموس في فلسطين. كما نطالب الولايات المتحدة والحكومات الأخرى التي تدعم إسرائيل بالاستجابة للدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار، وإنهاء الحصار على غزة واحتلال إسرائيل لفلسطين، والالتزام الجاد بحل سياسي دائم وعادل للفلسطينيين/ات.