فيمينا: حق، سلام، شمولية

فيمينا: حق، سلام، شمولية
تدعم فیمینا المدافعات عن حقوق الإنسان ومنظماتهن والحركات النسوية في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا

معلومات الاتصال

نقف في فيمينا متضامنات مع النساء الفلسطينيات في اليوم العالمي للمرأة

نقفُ في فيمينا متضامنات مع النساء الفلسطينيات، ومع نساء غزة على وجه الخصوص، في يوم المرأة العالمي هذا، وهو يوم للنشاط الجماعي العالمي المُكرَّس للاعتراف والاحتفال بكفاح المرأة من أجل المساواة.

إن الثامن من مارس لهذا العام هو يوم محبط بالنسبة لنا بسبب عدد القتلى في غزة، الذي تجاوز 30 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

كان للحرب الوحشية التي لا هوادة فيها والتي شنتها إسرائيل في غزة خلال الأشهر الخمسة الماضية آثار مدمرة على النساء الفلسطينيات. يكاد يكون من المستحيل وصف العنف الذي تتعرض له النساء في غزة والظروف الرهيبة التي لا تصدق والتي اضطررن  إلى تحملها. يتم إجراء عمليات قيصرية للنساء الحوامل دون تخدير بسبب تدمير المرافق الطبية. ونتيجة لسوء التغذية، حدثت زيادة في حالات الولادات المبكرة. تم أيضًا تدمير البنية التحتية الطبية اللازمة لرعاية الأطفال الخُدَّج. يشهد الأهالي عمليات بتر أطراف أطفالهم دون تخدير. وأدى التحكم وقطع الموارد الحيوية، بما في ذلك المياه والوقود والكهرباء والغذاء، والقيود المفروضة على دخول وتوزيع المساعدات، إلى المجاعة. تتخلى الأمهات عن وجبات الطعام من أجل إعالة أطفالهن. يجب على البعض أن يقرر أي طفل سيأكل في يوم معين بسبب عدم كفاية الطعام.  لقد تم تدمير أكثر من 60% من المنازل والعديد من الملاجئ في غزة، مما ترك النساء والأطفال معرضين للنفايات السامة والمواد الكيميائية القاتلة، فضلاً عن المناطق المحيطة الخطرة والظروف غير الصحية والأمراض.  تكاد قائمة الفظائع هذه أن تكون لا نهائية.

لم تحظى التقارير المتعلقة بالاعتداءات الجنسية ضد الفلسطينيين/ات المحتجزين/ات بنفس المستوى من التغطية التي حظيت بها أعمال العنف الجنسي المزعومة التي ارتكبتها حماس، والتي غطتها وسائل الإعلام الغربية الرئيسية على نطاق واسع. يقوم الجيش الإسرائيلي بسجن واحتجاز النساء الفلسطينيات في غزة والضفة الغربية، وإخضاعهن لظروف غير إنسانية ومعاملة مهينة.

إن أكثر من 80% من سكان غزة مشردون حاليًا، ويعانون من سوء التغذية، ويقيمون في ملاجئ مؤقتة، وما زالوا يعانون من القصف والعنف.

إننا في فيمينا غاضبات من العنف والإذلال التي تعرضت لها النساء الفلسطينيات. لا يمكننا “الاحتفال” بيوم المرأة العالمي بينما تعاني أخواتنا الفلسطينيات من هذه الوحشية والعنف. إننا ندعو جميع النسويات والناشطين/ات في مجال حقوق المرأة من أصحاب الضمائر الحية إلى إدانة هذا العنف ورفض المعايير المزدوجة التي أدت إلى تجريد الفلسطينيين/ات من إنسانيتهم/ن ومحو معاناتهم/ن.

نرى في فيمينا أن العنف المنهجي ضد النساء الفلسطينيات اليوم ناجم عن شبكة من القوى القمعية المترابطة، بما في ذلك النزعة العسكرية والاحتلال والاستعمار والسلطة الأبوية والأصولية. ولن يكون من الممكن تحرير النساء الفلسطينيات إلا من خلال إنهاء أنظمة القمع هذه.