فيمينا: حق، سلام، شمولية

فيمينا: حق، سلام، شمولية
تدعم فیمینا المدافعات عن حقوق الإنسان ومنظماتهن والحركات النسوية في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا

معلومات الاتصال

تتحدث المدافعات عن حقوق الانسان في منطقة سوانا علناً عن العنف الجنسي من قبل أمن الدولة: لا صمت بعد الآن!

تشكِّلُ نضالاتُ النساءِ من أجل الحريةِ والمساواة جزءًا حيويًا من أي حركةٍ اجتماعية من أجل التحوُّل والعدالة الاجتماعية. تعملُ المدافعاتُ عن حقوق الإنسان (WHRDs) بشجاعةٍ كناشطاتٍ في مقدّم تلك النضالات من أجل الدفاعِ عن حقوقهن وحقوق الآخرين/ات. في جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا (منطقة سوانا)، تبدأ العديداتُ من هؤلاء النساء نضالهَن من داخل منازلِهن – وهو الفضاءُ الخاص الذي يُقْصيهن إليه النظام الأبوي – وحيث يسعين جاهداتٍ، ضمنَ هذا المجال، لتغيير حياتهن وحيوات النساء الأُخريات في أُسَرهن ويتحدين الأعرافَ والقواعد والتقاليد التي وضَعت النساءَ في موقعٍ  تابعٍ وأدنى. وبعد ذلك ينقلنَ، كناشطاتٍ، هذا النضال إلى المجال العام، رافعاتٍ للوعي ومشجعاتٍ للنساء الأُخريات على الانضمامِ إليهن في مكافحة العنفِ ضد النساء والتحرش الجنسي وأشكال القمع الأخرى التي تبُقي النساءَ خاضعاتٍ.

تواجهُ المدافعاتُ عن حقوق الإنسان في منطقة سوانا في نضالهن من أجل الحقوق والمساواة، ليس النظام الأبوي فحسب، بل كذلك الاستبداد، النزعة العسكرية، الاحتلال، الأصولية والنبوليبرالية الجديدة. إنَّ الأنظمة غير الديموقراطية في الحُكم، والتي لها مصلحة في الحفاظِ على الوضع القائم، تستخدمُ جميع الأساليب المُتاحة لديها لإسكات المدافعات عن حقوق الإنسان وتهميشهن والإبقاء على السُلطة والسيطرة عليهن. ومع تزايد وعي النساء بحقوقهن نتيجة للحركات النسوية وتلك العاملة لتحقيق المساواة، أصبحت مطالبهُن بتغيير الهياكل التمييزية أشد؛ وفي المقابل، ازدادت الضغوط التي تمارسُها القطاعات الأمنية والأجهزة القضائية في الأنظمة الاستبدادية في المنطقة.

تتعرضُ المدافعات عن حقوق الإنسان اللواتي يعملن على تعزيز الحقوق والتصدي للتحرش والعنف في وجه النساء والقضاء عليه، لأشكالٍ لا حصر لها من العنف، بما في ذلك الاستدعاءات والاستجوابات المتكررة، المُضايقات القضائية، منع السفر، القيود على نشاطهن المدني والاجتماعي، الاحتجاز المؤقت والسجن. وليس من المستغرب استخدام التحرشِ الجنسي والترهيب والتحرش والإساءة وحتى الاعتداء بحق المدافعات عن حقوق الإنسان، في محاولة لتشويه سُمعتِهن وجعلهن غير ناشطات أو معاقبتهن.

يستندُ هذا التقرير إلى بحثٍ أجرته منظمة «فيمينا» في عشرة بلدانٍ في منطقة سوانا، من أجل تصنيف الأشكال المختلفة للانتهاكات الجنسية والتحرش المستخدمة بحق المدافعات عن حقوق الإنسان وتوثيقِها، وتسليط الضوء على الآثار الصحية والنفسية لتلك الانتهاكات عليهن. ويوضح التقرير أيضًا التحديات التي تواجهُها المدافعاتُ عن حقوق الإنسان، وكيف توسَّعت أدوارهن على الرغم من التحديات، مما أدى إلى زيادة ردود الفعل الأمنية العنيفة، والتي تشمل مجموعةً من التُهم الأمنية وتلك المتعلقة بالإرهاب وسواها بحق المدافعات عن حقوق الإنسان. وبالاستنادِ على المقابلات، يقدِّم التقريرُ مجموعةً من التوصيات بشأنِ كيفية توفير دعمِ أفضل من مجموعةٍ من الجهات الفاعلة المحلية والإقليمية والدولية للمدافعات عن حقوق الإنسان اللواتي يواجهن العنفَ الجنسي نتيجة لجهودهن في تعزيزِ الحقوق. يستندُ هذا التقرير إلى مقابلاتٍ معَمَّقة مع مدافعاتٍ عن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى أبحاثٍ مكتبية. أجرت منظمة «فيمينا» مقابلاتٍ مع ۲۱ مدافعة عن حقوق الإنسان واجهنَ شكلًا من أشكال التحرش الجنسي أو سوء المعاملة والعنف من قبل مسؤولي أمن أو سجونٍ أثناء الاستجواب أو الاحتجاز أو خلال السجن. هؤلاء المدافعات عن حقوق الإنسان كُنَّ من أفغانستان، البحرين، مصر، إيران، الإمارات العربية المتحدة، فلسطين، السودان، سورية، اليمن والمملكة العربية السعودية.

لم يكن هذا التقرير ممكنًا لولا تعاون ودعم المدافعات عن حقوق الإنسان، القويات واللواتي يصعبُ إخضاعهن، وهن شاركن تجاربهن معنا ويواصلن نضالهن وكفاحهن من أجل حقوقِ الإنسان على الرغم من تعرضهن لأشكال مختلفة من المضايقات والأذى.