فيمينا: حق، سلام، شمولية

فيمينا: حق، سلام، شمولية
تدعم فیمینا المدافعات عن حقوق الإنسان ومنظماتهن والحركات النسوية في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا

معلومات الاتصال

تتحدث المدافعات عن حقوق الإنسان حول طرق تحفيزهن لمواصلة النضال

منبع: Global Fund for Women

المصدر: مرکز یارا

تقوم المدافعات عن حقوق الانسان اللواتي يدافعن عن الحقوق من الخطوط الأمامية، بالمناصرة والتعبئة لخلق مجتمعات أكثر عدالة وأقل عنفا وغالبا ما يدفعن ثمنا باهظا لذلك. حيث يواجهن هجمات وتهديدات بالقتل ومنع السفر والمراقبة وغالبا ما تتعرض سلامتهن وسلامة عائلاتهن للخطر. تم قتل 44 مدافعة عن حقوق الانسان في العام الماضي، 2018 ، فقط.

ومع ذلك، يستكملن مسيرتهن النضالية مهما تكبدن من خسائر. 

أجرينا مقابلات مع أحد عشرة من المدافعات عن حقوق الانسان لنتعرف على كيفية حفاظهن على الالهام الذي يدفعهن لمواصلة النضال. لقد سمعنا عن الدور الفريد الذي تلعبه العناية الذات الفردية والجماعية في المقاومة. بعيدا عن أن تكون عملا فرديا. العناية بالنفس بالنسبة لهن مرتبطة بالمجتمع، وتنبع من الحفاظ على النفس وترتبط مباشرة بالصمود.

تجدن هنا قصصا من المدافعات عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم حول كيفية الاعتناء بأنفسهن لتغذية نشاطهن النضالي. نشارككن استراتيجياتهن على أمل أن تثير الالهام لدعم حقوق النساء ولجميع أعمالنا الجماعية في العام القادم.

السلامة أولاً

من الواضح أن العديد من المدافعات عن حقوق الانسان يشرن إلى الأمان الجسدي الأساسي كمكون رئيسي في العناية بالنفس. يجعل الانتشار المتزايد للتحرش بالنساء والسلطوية نشاطهن أكثر خطورة في كثير من الأماكن، مما يؤدي إلى تصاعد العنف والافلات من العقاب للمرتكبين. تُقتل المدافعات عن حقوق الانسان بنسب متزايدة تثير القلق وفقا للحالات المسجلة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. تمتد أيضا الحاجة إلى السلامة إلى المجالات الرقمية والمدنية بسبب تقلص وزيادة الخطورة في مساحات العمل هذه المهمة جدا للمشاركة المدنية وحرية التعبير

“دعونا لا ننسى أن الجميع تحت الهجوم، حتى رئيستنا في السجن بسبب تغريدة (من مركز البحرين لحقوق الانسان). لقد تم نشر صورنا في الصفحة الأولى لمجلة محلية .. بعنوان (خائنات)، هذا ما قالته نضال السلمان من مركز البحرين لحقوق الانسان. “فلنسلط الضوء على أهمية تدريبات الأمان عند الحديث عن العناية بالنفس”.

الاستماع إلى الجسم

تتحرك المدافعات عن حقوق الإنسان لحماية أراضيهن ومجتمعاتهن وأساليب حياتهن. لا يتقاضى ثمانون في المئة منهن راتبا رسميا عن النشاط التنظيمي الذي يقمن به لأكثر من ثماني ساعات في اليوم وبالتالي لا يشعرن بالأمان الذي يؤمنه وجود راتب ثابت. لقد تحدثت العديد منهن حول كيفية تظاهر التوتر والضغط العقلي والعاطفي فيزيائيا.  تتمحور العناية بالنفس لبعضهن حول الجسد والحاجات الجسدية كالحركة والمشي وممارسة اليوغا واليقظة العقلية.

” لا تتعلق العناية بالنفس بالحصول على مساج أو شراء كيك الشوكولاته، بل تتعلق بالاعتراف بالاحتياجات التي نمتلكها والتي يحتاجها جسدنا” هذا ما أوضحته سالومي تشغيليشفيلي من صندوق النساء في جورجيا.

تقول سينثيا، الناشطة في العدالة العلاجية من شرق البحر الأبيض المتوسط، “ولدت في حرب أهلية وقد عاش أفراد عائلتي العديد من الحروب ..كيف نحمل ونفرغ ونحول تلك الجروح؟ ماذا يحدث لعلاقاتنا عندما نحمل معنا ما لم يتم حله بعد؟ لذلك بالنسبة لي الآن، فإن أحد الأفعال الأساسية للعناية بالنفس مرتبط بالتباطؤ، مرتبط بوتيرتنا، مرتبط بقدرتنا على أن نكون ضعيفات وواعيات لمشاعرنا”.

 المجتمع: العناية بالنفس الجماعية

“عندما يتعرض شخص واحد للهجوم، يتأثر الجميع”، هكذا شرحت جيسيكا هورن من المعهد الإقليمي الافريقي للاستجابة المتكاملة للعنف ضد النساء وفيروس نقص المناعة البشرية (AIR). إن التنظيم هو فعل جماعي وكذلك العناية بالنفس. قامت بعض المنظمات بإنشاء مساحات مجتمعية للعناية بالذات كاعتراف بالبعد الجماعي للعناية بالنفس، وقامت المنظمات بإنشاء جوائز للاحتفال بالانتصارات الجماعية. لقد قامت العديد من الناشطات اللواتي تحدثنا إليهن بالتركيز على أهمية العلاقات داخل العمل وخارجه كجزء أساسي من العناية بالذات. وقاموا بالتركيز على أن العناية بالذات هي عناية بالمجتمع وبالعكس.

تقول زينة أنور، عضوة مؤسسة لجمعية الأخوات في الإسلام وجمعية مساواة، ” لا يمكنك أن تكوني الصوت الوحيد في هذا العمل، إنه لمن المهم جدا أن يكون لديك حلفاء/ات ومن المهم تواجدهم/ن معك في المؤتمرات الصحفية والفعاليات المتنوعة، يجب منحهم/ن المساحة للتعبير عن دعمهم/ن لك.

تقول سينثيا، الناشطة في العدالة العلاجية من شرق البحر الأبيض المتوسط، ” أشعر بنعمة كبيرة لوجود صديقات عديدات من النسويات اللواتي يعيشن في أماكن مختلفة من العالم. إن وجودنا مرهق بحد ذاته بسبب كل ما نراه في الأخبار من جرائم، ولكن وجودهن يشعرني بالأمان لأنهن موجودات ومتاحات، ويحفزني لاعتني بمزيد من الأشخاص مع الشعور بالقلق في حال حدوث شيء من منطقة ما.

“نقوم أحيانًا بطرح النكات للحفاظ على بيئة عمل خفيفة، لأننا نمر بأيام صعبة في بعض الأحيان بدون القدرة لمعرفة ما سيحدث”، هذا ما شرحته مدافعة عن حقوق الانسان من أوغندا.

تقول تيا جاليا شفيلي من مركز معلومات النساء في جورجيا، “قد يبدو الأمر تافها، ولكننا نقوم بمعانقة بعضنا البعض من وقت لآخر، ونقوم بالابتسام لبعض البعض كثيرا، ونشكر بعضنا كثيرا في العلن ونمدح بعضنا عند القيام بشيء ما، نقوم بمشاركة تجاربنا وممارساتنا ومعرفتنا وكيفية التعامل مع حالة معينة في سياق خاص قد يكون مفيدا لزميلاتنا الأخريات”.

الاستمرارية – تنشئة الجيل القادم

إن إلهام وتمكين الجيل القادم هو أمر مهم جدا للمدافعات عن حقوق الانسان اللواتي تحدثنا إليهن. تعمل هذه المدافعات على تضمين الجيل القادم والاستثمار في الحركة من خلال القيادة بين الأجيال.

تقول زينة أنور، عضوة مؤسسة لجمعية الأخوات في الإسلام وجمعية مساواة، يا إلهي، أناس جدد، أصغر سنا، يجب عليهن استلام زمام الأمور”.

“إننا نرى الجيل الجديد، إنهن متحمسات جدا للمضي قدما، لذلك أحاول دائما أن ترافقني إحدى الشابات عند وجود اجتماع مهم او حديث من سفارة أو وفد معين، وذلك كي يتعلمن اللغة وكيفية التحدث مع السفارة”، هذا ما قالته نضال السلمان من مركز البحرين لحقوق الانسان. إن تمكين الشابات أمر مهم جدا، لأنه بهذه الطريقة، سنستمر بالعمل إلى الأبد ولن نتوقف أبدا.

الأمل متجذر في التقدم

وجدت العديد من المدافعات عن حقوق الانسان الدعم في العمل نفسه، في الاستمرارية والتقدم الذي تحققه. تلهم علامات التغيير العديد من المدافعات وتشحنهن بالحماس للمضي قدما.

تقول زينة أنور، “لا تتوقعن التصفيق والتقدير، إنكن تقمن بهذا العمل لأيمانكن به. إننا نتعرض للهجوم طوال الوقت، ولكننا لا ننكسر من الخوف ولا نمارس الصمت، يشكل كل هجوم بالنسبة لنا فرصة لفتح المجال للنقاش، وجذب الداعمين/ات والحلفاء/الحليفات للتحدث عن العمل الذي تقمن به والقضية التي تؤمن بها. يشكل كل هجوم لحظة لإعادة الشحن وإعادة النشاط وبناء دعم جديد.

تقول نضال السلمان من مركز البحرين لحقوق الانسان، “لا تيأسن أبدا ولا تستسلمن، لأن هذا هو ماتريدونه. أعلم أننا نواجه أوقاتا صعبة، وأعلم أن الجميع مكتئبات، ولكن هدف هذه الهجمات هو إيقاف عملنا، لذلك علينا مواصلة العمل”.

“يأتي الدفاع عن مدافعي/ات حقوق الانسان وعملهم/ن من القلب وليس من العقل. يوجد دفء مرتبط بهذا العمل لأنه يأتي من القلب، وعليه يجب الاطمئنان بأن كل شيء سيكون على ما يرام، بغض النظر عن الظروف”، هذا ماشرحته لورا، المدافعة عن حقوق الانسان في أوغندا.

“إنه ليس خيارًا بل هو التزام بالتحدث علنًا، جميعًا معًا، للمطالبة بالتغييرات. لا أتخيل حياتي بدون كوني ناشطة. إنه قناعتي بفعل هذا النشاط وهو ما يجعلني أرغب في العيش”، هذا ماقالته بيتي فاسكيز، المدافعة عن الأراضي التي تعمل مع منظمة  Centro de Derechos de Mujeres في هندوراس.

“حسنًا، أولاً وقبل كل شيء، أعتقد أن العامل الأكثر إلهامًا بالنسبة لنا هو أن نرى كيف يمكننا من خلال مساهمتنا المتواضعة أن نحدث تغييرا بسيطا في حياة أولـئك الذين نخدمهم/ن”. هذا ماقالته جالياشفيلي من مركز معلومات المرأة في جورجيا. “ربما يمكننا العمل معا لتغيير شيء ما للافضل”.

تشكل هؤلاء النساء – والعديد من الأخريات حول العالم – قيادة جريئة في النضال من أجل حقوق المرأة، إنهن مصدر للإلهام لنا للعام الجديد