بعد أكثر من خمسة عقود من القمع والاستبداد. يمثل انهيار النظام بعد ٥٣ عامًا من الديكتاتورية فجر حقبة جديدة، جاءت نتيجة شجاعة وصمود الملايين من السوريات والسوريين الذين ناضلوا بلا هوادة من أجل الحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية.
في ظل هذه المرحلة الانتقالية الحساسة، وإذ ندرك تعقيد الديناميكيات التي أسهمت في هذا التحول، بما في ذلك دور مجموعات مسلحة مدعومة من تركيا مثل جبهة النصرة وهيئة تحرير الشام، فإننا نشدد على أهمية حماية حقوق الإنسان وضمان سلامة المدنيين. نؤكد على ضرورة أن يتجنب الجميع الانزلاق نحو مزيد من الفوضى والعنف، وندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام التنوع العرقي والديني والطائفي في سوريا، مع التركيز على حماية النساء والفتيات اللواتي يكنَّ الأكثر عرضة للخطر في أوقات التحولات والأزمات.
إن بناء سوريا الجديدة يتطلب عملية سياسية شاملة وشفافة تمثل تطلعات جميع السوريات والسوريين وتعكس تنوعهم. تؤكد فيمينا على الدور المحوري للنساء والمجتمع المدني في هذه العملية، وضرورة وضع قيم العدالة والمساواة والمساءلة في صميمها لضمان مستقبل ديمقراطي ومستدام.
وتكرّم فيمينا التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب السوري في رحلته نحو الحرية، بما في ذلك آلاف الأرواح التي فُقدت، والمعتقلين والمختفين قسرًا الذين ما زالوا مجهولي المصير. نؤكد وقوفنا بجانب الشعب السوري في نضاله من أجل تحقيق سلام دائم، ومصالحة حقيقية، وضمان حقوق الإنسان لجميع أفراد المجتمع دون تمييز.