منذ يوم الأحد ١٣ يوليو، تشهد محافظة السويداء في جنوب سوريا موجة عنف مروّعة تُعدّ من أخطر التصعيدات خلال السنوات الأخيرة. السويداء، التي تُعرف بغالبية سكانها من الطائفة الدرزية، كانت قد حافظت لفترة طويلة على حالة هشّة من الاستقلال النسبي بعيدًا عن سيطرة دمشق المباشرة وصخب النزاع السوري الأوسع. لكن هذا الهدوء الهشّ تحطم حين اندلعت اشتباكات عنيفة بين الأهالي وميليشيات بدوية موالية للحكومة، ترافقت مع محاولات جديدة من الحكومة السورية المؤقتة لفرض سيطرتها مجددًا على المدينة. وقد تصاعدت أعمال العنف بشكل أكبر بعد الضربات الإسرائيلية غير القانونية التي استهدفت السويداء ودمشق، والتي برّرتها إسرائيل بأنها دفاع عن المجتمع الدرزي بحسب تصريح وزير دفاعها.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل ما لا يقل عن ٢٠٣ أشخاص، بينهم أطفال ونساء وكبار سن. ومن المرجّح أن يكون العدد الحقيقي أكبر بسبب صعوبة وصول الأهالي إلى المستشفيات نتيجة استمرار الاشتباكات، حيث تفيد تقارير ببقاء جثث في الشوارع والمنازل دون انتشال. إلى جانب الخسائر البشرية، سُجلت تقارير مقلقة عن إعدامات علنية، إهانات كحلق لحى رجال الدين الدروز بالقوة، وانتشار واسع لعمليات النهب، بالإضافة إلى قصف الأحياء بالطائرات المسيّرة وقذائف الهاون، ما بثّ الرعب بين السكان.خلال الأيام الماضية، تواصلت فيمينا مع عدد من المدافعات عن حقوق الإنسان والناشطات من داخل السويداء والشتات، اللواتي شاركن قصصًا تعبّر ليس فقط عن قسوة العنف الراهن، بل تكشف أيضًا أنماطًا أعمق من الاستهداف الطائفي، العنف القائم على النوع الاجتماعي، والخوف الشديد الذي تعيشه الأقليات.