
مقدمة
تُعبّر فيمينا عن تضامنها الكامل مع النساء الفلسطينيات في غزة والضفة الغربية وداخل أراضي عام ١٩٤٨، اللواتي يعانين من عنف مدمر وظروف غير إنسانية نتيجة العدوان العسكري الإسرائيلي الوحشي، وسياسات الاحتلال والفصل العنصري، والتمييز والتهميش المنهجي.
في قطاع غزة، يمكن وصف الوضع الحالي بأنه كارثي بكل المقاييس. فإلى جانب القصف المستمر الذي دمّر البنية التحتية بشكل شبه كامل وأدى إلى مقتل أكثر من ٦٨٠٠٠ شخص (وفق تقديرات محافظة)، فرضت إسرائيل منذ ٢ آذار/مارس ٢٠٢٥ حصارًا شاملاً منع دخول الغذاء والدواء والوقود والمساعدات، ما دفع أكثر من ٨٥% من سكان غزة إلى مرحلة المجاعة القصوى (المرحلة الخامسة وفق تصنيف IPC)، بحسب تقارير عديدة. هذه المجاعة ليست عرضية، بل هي نتيجة مقصودة لتسليح إسرائيل للغذاء واستخدامها التجويع كسلاح حرب. الحصار لا يخنق المدنيين فقط، بل يستهدف أيضًا عمليات إيصال المساعدات ويعاقب كل فعل تضامني مع الشعب الفلسطيني.
يواجه الفلسطينيون/ات في الضفة الغربية عنفًا ممنهجًا ناتجًا عن سياسات الاحتلال والفصل العنصري. تشنّ القوات الإسرائيلية اقتحامات متكررة تؤدي إلى آلاف الاعتقالات، فيما تواصل سياسة هدم المنازل ومصادرة الأراضي ضمن مساعٍ لضم المزيد من المناطق، مما يؤدي إلى معاقبة وتهجير الفلسطينيين/ات جماعيًا. إلى جانب الجيش، يمارس المستوطنون الإسرائيليون اعتداءات متواصلة ضد الفلسطينيين/ات دون رادع أو محاسبة.
تتحمل النساء العبء الأكبر من هذا العنف في مختلف أنحاء فلسطين، ورغم ذلك، يواصلن المقاومة بشجاعة ووضوح.
في هذا التقرير، تركز فيمينا على أصوات النساء الفلسطينيات والمدافعات عن حقوق الإنسان – من النساء اللواتي يعشن تحت الحصار والقصف في غزة، واللواتي يعانين من الاحتلال العسكري في الضفة الغربية، إلى الفلسطينيات داخل أراضي عام ١٩٤٨ حيث يستمر القمع والتمييز. هذه الشهادات صادقة ومباشرة ومنبثقة من التجربة الحياتية اليومية. تمثل أصوات النساء الواردة هنا قصص عدد لا يُحصى من النساء اللواتي يواجهن الواقع ذاته. حتى لو تضاعفت هذه الأصوات آلاف المرات، فلن تُعبّر إلا عن جزء بسيط من القسوة التي يعشنها. إنها أصوات الحزن العميق، والصمود المتواصل، والنداء العاجل للعالم للتحرك.