المؤلف: مرکز یارا
غالبًا ما يواجه/تواجه النشطاء/الناشطات في معظم بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خطر الاعتقال والاحتجاز حيث تقوم الدول بتسييس المجتمع المدني والنشاط الاجتماعي. يحدث هذا الأمر على الرغم من حقيقة أن النشاط المدني والدفاع عن حقوق الإنسان لا يعتبر غير قانوني في هذه البلدان وإنما محمي في الواقع بموجب القانون الدولي. إنه لمن الضروري للنشطاء/الناشطات أن يكونوا/يكن مستعدين/ات لجلسات استجواب محتملة وللاحتجاز، حيث تستهدف قوات الأمن وتعتقل النشطاء/الناشطات الحقوقيين/ات الذين/اللواتي يحاسبون/يحاسبن الحكومات على انتهاكات حقوق الإنسان. يمتلك الأشخاص تجارب مختلفة في الاحتجاز حسب خلفياتهم/ن تستند إلى ظروفهم/ن البدنية والعقلية والعائلية والاجتماعية والاقتصادية. قد يواجه الأشخاص أنواعًا مختلفة من التهم وقد تتم معاملتهم/ن من قبل المحققين بشكل مختلف. ومع ذلك، توجد العديد من القواسم المشتركة. يمكن أن يساعد الوعي والفهم لما قد تواجهه/تواجهيه في وقت الاعتقال ثم أثناء الاحتجاز في التغلب على هذه التجربة الصعبة ويقلل من الأذى العقلي والعاطفي والجسدي الذي يلحق بك نتيجة لذلك. توفر هذه المقالة بعض التوصيات العامة لكل السياقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، وبعض التوصيات القانونية الخاصة بالمدافعات عن حقوق الإنسان في مصر.
- ●يجب الوضع في الاعتبار أنه يمكن أن يتم القبض عليك في أي مكان، بما في ذلك في المنزل أو في سيارتك أو في العمل أو أثناء حضورك حفلة أو في منزل صديق أو قريب أو في الشارع أو في المطار، وما إلى ذلك. من الأفضل ألا تدع/تدعي اعتقالك يحدث في صمت إذا تم القبض عليك في الشارع أو في أي مكان عام حيث يجب محاولة التأكد من أن المارة أصبحوا على دراية بموقفك منذ اللحظات الأولى لاعتقالك. حيث قد ترغب/ترغبين في الصراخ باسمك بصوت عالٍ وإخبار الناس أن قوات الأمن تعتقلك بسبب عملك في مجال حقوق الإنسان على سبيل المثال: “أنا …. أنا صحفية أو مدافعة عن حقوق المرأة. إنهم يأخذونني بعيدًا. ” سيضمن هذا أن يعرف الأشخاص الذين شهدوا الحادث اسمك، ويفهمون أنك ناشط/ة ونأمل أن يقوموا بإبلاغ الآخرين باعتقالك.
- ●إذا كنت تعيش/تعيشين في شقة أو مجمع سكني، وأدركت أن قوات الأمن قد أتت لاعتقالك، فحاول/حاولي التزام الهدوء وقم/قومي بإعادة ضبط هاتفك على الفور على إعدادات المصنع بالإضافة إلى الاتصال بأحد أصدقائك أو أعضاء مبادرتك أ أو ارسال رسالة لإعلامهم بأنه على وشك أن يتم القبض عليك.
- ●قمنا بتقديم توصيات حول حفظ جميع المعلومات المتعلقة باجتماعاتك وأنشطتك الجماعية وخططك وجداول أعمالك وما إلى ذلك على قرص ثابت والاحتفاظ بها في مكان آمن وسري في مقال بعنوان “استراتيجيات للمدافعات عن حقوق الإنسان للتخفيف من المخاطر والتهديدات“. يجب إخفاء هذا القرص في مكان آمن على الفور قبل أن تتمكن قوات الأمن من دخول منزلك إذا كان هذا القرص الصلب على مكتبك أو في مكان يسهل العثور عليه لأي سبب من الأسباب. نوصيك بممارسة هذه الخطوات عدة مرات نظرًا للظروف الأمنية الحالية حتى تتمكن/تتمكنين من الأداء بشكل صحيح في مواقف الحياة الواقعية وفي حالة مواجهة الاعتقال في منزلك.
- ●إنه لمن المفضل أن تقومي كمدافعة عن حقوق الإنسان بعمل توكيل محاماة لأحد المحامين بشكل عام، لأن وجود هذا التوكيل سوف يسهل كثيرا على المحامي عملية تقديم البلاغات والطلبات وتمثيلك بشكل قانوني أمام أجهزة الدولة المختلفة في حالة تعرضك للقبض. حيث تكون إجراءات عمل التوكيل من داخل أماكن الاحتجاز طويلة ومعقده عادة.
- ●من حقك الاطلاع على إذن النيابة الرسمي الذي يحوي اسمك بالكامل ومهنتك وسبب القبض والتفتيش في حالة القبض عليك في المنزل، وأن يكون إذن النيابة لا زال ساريا حتى تاريخ القبض والتفتيش.
- ●تقوم الأجهزة الأمنية في بعض الأحيان باعتقال المدافعات عن حقوق الإنسان من منازلهن دون إذن حقيقي من النيابة العامة، ثم يقومون بعد ذلك بالحصول على إذن من النيابة العامة في تاريخ مختلف للاعتقال والتحقيق، لذلك من الأفضل أن يكون لدى أي من الجيران أو مكان الاقامة كاميرا تسجل التاريخ الحقيقي للاعتقال والتفتيش لاستخدامها بعد ذلك في الدفاع القانوني.
- ●قم/قومي بالاحتجاج على الفور في حال بدأ مسؤولو الأمن بتفتيش مقرك رغم عدم ذكر الإذن بتفتيش المنزل / مكان العمل في مذكرة الاعتقال.
- ●يجب على قوات الأمن تسجيل قائمة بجميع الأجهزة والعناصر المصادرة. قم/قومي بقراءة هذه القائمة بعناية مع التأكد من عدم ترك أي شيء سواء عن قصد أو بشكل عشوائي وقبل التوقيع على ورقة السجل مع ذكر أنه لم يتم عرض أمر التفتيش عليك (في الحالات التي لا يُشار فيها إلى البحث بوضوح في أمر الاعتقال).
- ●قم/قومي بالاحتجاج ومقاومة جهودهم لمصادرة ممتلكات أفراد الأسرة الآخرين، بما في ذلك أموالهم أو الدولارات أو العملات الأجنبية الأخرى وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الموجودة في المنزل، وما إلى ذلك.
- ●سيطلب منك عناصر الأمن إعطائهم كلمات المرور الخاصة بك أثناء تفتيش منزلك. ننصحك في مقاومة تزويدهم بكلمات المرور قدر الإمكان. يقوم العناصر باستعادة كلمات المرور الخاصة بك والوصول إلى محتويات الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بك على أي حال في معظم الحالات، ولكن رفضك سيوفر لك المزيد من الوقت حتى يتمكن أصدقاؤك من إزالتك من مجموعات الدردشة، قم/قومي بتعطيل حسابات الوسائط الاجتماعية الخاصة بك إن أمكن حتى لا تتمكن قوات الأمن من الوصول إلى المحتوى الخاص بك والمجموعات ورسائل الدردشة والبريد الإلكتروني، وما إلى ذلك.
- ●يجب العلم أنه في حالة وجود كاميرا تسجل عملية تفتيش المنزل والإقامة، يجب عليك محاولة الحفاظ على رباطة جأشك وتجنب إهانة رجال الأمن لاعتقالك أو الذين يفتشون منزلك / مكتبك.
- ●قد يبدأ رجال الأمن في مضايقتك والضغط عليك منذ لحظة القبض عليك. قد يستخدمون لغة فاضحة أو يهينونك أو يتهمونك بالباطل والظلم وقد يتحدثون عن حياتك الخاصة وشؤونك الشخصية. وقد يحدث كل هذا أمام عائلتك. يمكنك التأكيد بشدة على أنه لا يحق لهم إهانتك أو التدخل والتعليق على حياتك الشخصية رداً على ذلك.
- ●قد يبالغ العناصر في التهم الموجهة إليك من أجل خلق شعور بالخوف ودفعك للتعاون أو الاعتراف بأشياء لم تفعلها/تفعليها. وقد يقللون من أهمية أسباب اعتقالك ويقولون لك إنهم يريدون فقط طرح بعض الأسئلة عليك، والتي لن تستغرق أكثر من بضع ساعات. قد يعدون أيضًا عائلتك بأنه سيتم إطلاق سراحك بسرعة إذا التزموا الصمت بشأن اعتقالك. نوصي بشدة عدم تصديق وعودهم. اطلب/اطلبي من عائلتك التحدث إلى محاميك أو زملائك وإبلاغهم.